القوى العراقية تحذر من إثارة الفتنة الطائفية
مقتل وجرح المئات في تفجيرات كربلاء والكاظمية
قتل سبعون شخصا على الأقل وأصيب المئات في عدة انفجارات استهدفت مئات الآلاف من الشيعة الذي احتشدوا في شوارع مدينة كربلاء للاحتفال بذكرى عاشوراء.
وقد تناثرت أشلاء الضحايا ودماؤهم في مواقع الانفجارات التي شهدت حالة فوضى عارمة وكان من الصعب التعرف على جثث بعض القتلى التي شوهت نتيجة قوة الانفجارات.
وأكدت مصادر الشرطة العراقية أن القتلى من الإيرانيين والعراقيين. وذكرت أنباء أولية أن خمسة انفجارات على الأقل هزت المدينة التي أمها مليونا شيعي على الأقل من داخل العراق وإيران وبلان أخرى لزيارة مراقد الأئمة للاحتفال بيوم عاشوراء الذي يوافق ذكرى استشهاد الأمام الحسين عليه السلام.
وتحولت الاحتفالات إثر هذه الانفجارات إلى حالة من الذعر والصراخ والحزن الشديد على الضحايا في حين يتوقع شهود عيان ارتفاع عدد الضحايا لوجود عدد كبير من المفقودين.
وفي داخل مستشفى كربلاء كان المشهد أكثر مأساوية حيث تكدست عشرات الجثث داخل وخارج المستشفى وتوقع الأطباء ارتفاع عدد القتلى مع استمرار وصول أعداد كبيرة من القتلى والمصابين بجروح خطيرة.
وأكد متحدث باسم القوة البولندية في المدينة أنه تم القبض على اثنين من المشتبه في تورطهم بتدبير هذه الهجمات.
تفجيرات الكاظمية
لم تقتصر الهجمات على كربلاء فقد هزت عدة انفجارات إحدى المناطق الشيعية في العاصمة
العراقية بغداد حيث تجمع الآلاف في أحد المزارات الدينية لإحياء ذكرى عاشوراء.
وقتل 75 شخصا على الأقل في الانفجارات التي استهدفت الصحن الكاظمي في مدينة بغداد، وذكرت أنباء أولية أن أربعة مهاجمين انتحاريين على الأقل نفذوا هذه الهجمات.
وذكر مراسل الجزيرة نت أن النداءات وجهت في المساجد للتوجه للكاظمية للتبرع بالدم في حين انتشر مسلحون في حي الأعظمية تحسبا لوقوع مزيد من الهجمات.
كما عززت قوات التحالف من إجراءاتها الأمنية في محيط قصر المؤتمرات الذي تتخذ منه سلطة الائتلاف مقرا لها وذلك بعد ورود أنباء عن وجود سياراة مفخخة تجوب شوارع بغداد.
ونفى متحدث باسم جيش الاحتلال الأميركي أن تكون هذه الانفجارات نتيجة عملية عسكرية لقواته مؤكدا أن القوات الأميركية تشارك في عمليات الإنقاذ.
ردود فعل
وقد توالت على الفور ردود الأفعال المستنكرة لهذه الهجمات. وسارع مجلس الحكم
الانتقالي إلى إدانة هذه الهجمات ووصفها بأنها جزء من "حملة إرهابية تستهدف قتل
أبناء الشعب العراق". ودعا محمود عثمان عضو المجلس قيادة السنة والشيعة للجلوس معا
لبحث كيفية مواجهة هذه الحملة.
كما أدانت هيئة علماء المسلمين في العراق تفجيرات كربلاء والكاظمية بشدة وقالت في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه إنها تهدف لإثارة فتنة طائفية في هذا الوقت العصيب الذي يمر به العراق.
ووصف الناطق باسم الهيئة محمد بشار فيضي التفجيرات بأنها كارثة. وحمل في تصريح للجزيرة قوات الاحتلال الأميركي المسؤولية لفشلها في توفير الأمن للعراقيين مؤكدا ضرورة وضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال في أقرب وقت.
وأدان المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه أحمد الجلبي الانفجارات ووصفها بأنها أعمال "إرهابية" تهدف لإثارة الفتنة داخل الشعب العراقي. وأوضح المتحدث باسم المؤتمر انتفاض قنبر أن هذه الأعمال لن تثني العراقيين وخاصة بعد مصادقة مجلس الحكم الانتقالي على قانون إدارة الدولة.
ومن جهته وصف الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله الانفجارات التي وقعت اليوم فى كربلاء وبغداد بالأحداث بالخطيرة، وبأنها ذات تداعيات على مستقبل العراق والأمة الإسلامية.
وقال نصر الله إن الولايات المتحدة هى المستفيد الوحيد من كل هذه الأحداث. وأضاف في كلمة ألقاها بالضاحية الجنوبية فى بيروت -حيث يحيي الشيعة ذكرى عاشوراء- إن الانفجارات أيا كان المسؤول عنها فالمقصود هو خلق الفتنة بين المسلمين، وحذر نصر الله الشيعة من تصديق ادعاءات التحريض التي تصور السنة خصوما للشيعة.
ومن جهته, حذر المرجع الأعلى للشيعة في لبنان السيد محمد حسين فضل الله ،من أن الولايات المتحدة تعمل لإثارة فتنة كبرى في الساحة العراقية تمهد لها السبيل لإطالة أمد احتلالها. وقال فضل الله في كلمة ألقاها في مسجد الإمامين -إحياء لذكرى عاشوراء- إن الأحداث الأخيرة التي شملت مواقع عبادة وأماكن مقدسة للمسلمين الشيعة ومواقع أخرى للسنة في العراق تؤكد أن الفاعل واحد، وأنه يسعى لتحريك الفتنة المذهبية في البلاد.
مقتل جندي
وفي إطار الهجمات التي تستهدف قوات الاحتلال، قتل جندي أميركي وجرح آخر عندما ألقى
مقاومون عراقيون قنبلة على مركبة عسكرية أميركية في العاصمة بغداد. وقال متحدث
عسكري أميركي إن القنبلة دمرت المركبة التي كان الجنديان يقودانها في بغداد وهي من
طراز همفي.
من جهة أخرى انفجرت عبوة ناسفة في سيارة لقناة الجزيرة أثناء مرورهافي شارع (أبو نؤاس) بالعاصمة العراقية بغداد. وقد أصيب أعضاء فريق الجزيرة بجروح طفيفة جراء الانفجار الذي ألحق أضرارا مادية بالسيارة.