قصة الغزو والمقاومة بين بغداد والموصل

زياد طارق رشيد – الموصل

موفد الجزيرة نت إلى العراق

أول ما يلفت الانتباه في الطريق بين بغداد والموصل الحضور الأميركي المكثف والدوريات العسكرية الآلية والراجلة في المنطقة التي باتت تعرف الآن بالمثلث السني.

مشاهد الحرب والدمار المنتشرة على الطريق تحكي للمسافرين قصة ما شهدته هذه المنطقة من قصف وتدمير شمل -إضافة إلى جميع المنشآت العسكرية- مئات الدوائر المدنية والصحية والتربوية.

وتمر على جانبي الطريق البالغ طولها 420 كيلومترا, عشرات القوافل التي يسير في كل واحدة منها ما لا يقل عن 20 شاحنة محملة بالمواد الإنشائية والغذائية والمعدات العسكرية. وجميع هذه القوافل، التي يجهل العراقيون وجهتها بسبب التعتيم الأمني الشديد على حركتها، مدعومة بحماية مكثفة تمنع المدنيين من الاقتراب منها.

وتقوم وحدات حماية القوافل الأميركية التي يشارك فيها عدد من قوات الجيش العراقي الجديد, بإطلاق النار على الفور على أي سيارة تحاول اجتياز القافلة أو تقترب منها مسافة تقل عن 30 مترا, الأمر الذي يتسبب بمقتل العديد من المدنيين.

 حوادث ودوريات


وبسبب هذا التعطيل المتعمد من قوات الاحتلال يضطر بعض السواق إلى تغيير مسارهم الأمر الذي قد يعرضهم لحوادث مرورية مميتة لا تتطرق وسائل الإعلام العربية والغربية لذكرها حسب شهادة سكان المنطقة.

ومع الاقتراب من مدن بلد وسامراء وتكريت يزداد عدد الدوريات الأميركية والعراقية وعدد نقاط التفتيش والحواجز التي تثير استياء مستخدمي الطريق الدولي الذي يقود إلى مدن شمالي العراق وتركيا وسوريا.

ويلاحظ غياب الرقابة الإدارية عند تلك الحواجز وتفشي طلب الرشوة من مستخدمي الطريق الدولي, لدى عناصر الأمن الموجودين في تلك المنطقة.

وتقوم القوات الأميركية التي تسير بدوريات راجلة على الطريق بين تكريت وبيجي بحثا عن الألغام, مرارا بإغلاق الطريق السريع وتحويل مسارات السيارات على الجانب الآخر.

ويلاحظ وجود حفر كبيرة على طول الطريق المؤدي إلى حدود محافظة نينوى. وقال السائق سالم المولى إن الهجمات المتكررة على قوات الاحتلال في هذه المنطقة هي التي سببتها.

ونبه المولى إلى أن هذه الدوريات لم تختلف عن الحراسات التي كان يفرضها النظام العراقي السابق, قائلا لقد "رحل صدام وحل محلة 150 ألف صدام, اختفت صور الرئيس السابق وحل محلها صور قادة الأحزاب والجماعات السياسية والدينية".

الرئيسية