مؤشرات على قبول السيستاني تأجيلا محدودا للانتخابات

 

قال أحمد البراك عضو مجلس الحكم الانتقالي في العراق، عقب محادثات أجراها مع المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله العظمى علي السيستاني، إن تأجيل الانتخابات لفترة لا تزيد على ثلاثة أشهر بعد تسليم السلطة للعراقيين في الثلاثين من يونيو حزيران هو "أمر مقبول".

وأوضح البراك، وهو أحد الاعضاء الشيعة في مجلس الحكم الذي عينته الولايات المتحدة، يوم الخميس للصحفيين بعد محادثات اجراها مع السيستاني في النجف إن تصريحات عنان كانت متوقعة، وأنه يتوقع أن يسمح باجراء تلك الانتخابات بعد الأول من يوليو تموز بفترة قصيرة.

وأضاف البراك أنه لا مشكلة في تولي أي كيان انتقالي السلطة ويعد الظروف الملائمة لاجراء الانتخابات شرط أن تجرى قبل بداية أكتوبر تشرين الأول المقبل.

وتأتي تصريحات البراك عقب اعلان الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان، في تصريحات صحفية نشرت الخميس، إنه "من غير الممكن" تنظيم انتخابات في العراق بحلول نهاية حزيران/ يونيو المقبل، كما تطالب الزعامات الشيعية في العراق.

وأوضح عنان، في مقابلة نشرتها صحيفة "يوميوري شيمبون" اليابانية الواسعة الانتشار واجريت معه من مقره في المنظمة الدولية بنيويورك، أنه "الظاهر أن هناك توافقا بدأ في يتكون يقول إن الانتخابات باتت ضرورية، وان الجميع يريدها".

لكن أضاف قائلا: "لكن يبدو في الوقت نفسه أن توافقا عاما على عدم وجود امكانية لتنظيم انتخابات خلال الفترة المنقضية مع نهاية حزيران/ يونيو".

وشدد عنان على ضرورة تنظيم هذه الانتخابات "على نحو مناسب"، ويجب أن تتوفر الشروط الملائمة على الصعيد الامني، إلى جانب وجود اطار سياسي وقانوني يشرعها وينظمها.

وأضاف: "لهذا السبب اعتقد أن عقد الانتخابات قبل نهاية حزيران قد لا يكون ممكنا، لكن من الضروري اجراء انتخابات منظمة بشكل افضل في وقت لاحق".

قرار جديد

ولم يستبعد الامين العام استصدار قرار من مجلس الامن الدولية في له علاقة بمستقبل العملية السياسية في العراق، وعلى نحو يوضح دور المنظمة الدولية فيها، لكنه لم يجعل من هذا القرار شرطا مسبقا.

ومن المنتظر أن يستقبل عنان يوم الخميس مبعوثه الى العراق الاخضر الابراهيمي الذي قام بمهمة استطلاعية استمرت اسبوعا في العراق.

 

وكان الابراهيمي قد قال في تصريح صحفي: "نحن جميعا متفقون على أن الانتخابات في مهمة جدا لكن على العراقيين ان يدركوا انها عملية معقدة جدا ولا يمكن ان تجرى دون اعداد جيد لها".

كما أشار عنان إلى أن الامم المتحدة "صارت لها تجربة كبيرة في مجال اعادة الاعمار لما بعد الحرب، ولها خبرة واسعة في تنظيم الانتخابات من خلال تقديم الاستشارات إلى الحكومات ومن خلال العمل معها لوضع الدساتير".

وخلص إلى القول: "سنعمل ما بوسعنا للمساعدة في العملية، وسنتعاون معهم (الولايات المتحدة ومجلس الحكم الانتقالي في العراق) لتأمين أن يكون مصير العراقيين السياسي والاقتصادي بأيديهم، شرط ان يتحسن الوضع الامني ميدانيا على نحو ملموس".

الصدر يهدد

على صعيد متصل في داخل العراق لوح رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر بالتصدي المسلح للاميركيين مذكرا بـ "ثورة العشرين" و "الانتفاضة الشعبانية" في سياق رده على رفض الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر اعتبار الاسلام المصدر الوحيد للتشريع في هذا البلد.

وقال البيان الصادر من المركز الاعلامي للصدر: "نحذر وننصح الجميع بأن الشعب العراقي رغم انه يمر بين فترة واخرى في شبه سبات ينتظر ويتربص، إلا أن له القدرة على الانقضاض على أعدائه، فما زالت ذكرى ثورة العشرين ماثلة وما الانتفاضة الشعبانية عنا ببعيدة".

يذكر أن الانتفاضة الشعبانية هو مصطلح يطلقه بعض الشيعة على الانتفاضة التي انطلقت في جنوبي العراق في اعقاب حرب الخليج عام 1991 ضد نظام حكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، حيث وافق انطلاقها الخامس عشر من شعبان بالتقويم الهجري.

وكان بريمر قد اعلن اثناء زيارته مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة (نحو 110 كيلومترات جنوبي بغداد) يوم الاثنين الماضي انه "لن يقبل بدستور يجعل من الاسلام المصدر الرئيسي للتشريع كما يطالب بعض اعضاء مجلس الحكم".

واوضح انه ورد في مشروع لقانون ادارة الدولة أن "الاسلام دين الدولة العراقية وأحد مصادر القانون. وليس ذلك كالقول إنه المصدر الرئيسي للتشريع".

 

وتابع بيان مقتدى الصدر قائلا إن "هذه التصريحات تبين العداء الشديد للاسلام ومحاولة الالتفاف على تطلعات العديد من العراقيين الى دستور يستند الى الاسلام كمصدر رئيسي في تشريعاته.

وأشار البيان إلى ما اعتبره "الهوية الاسلامية للشعب العراقي رغم ان العديد منهم لا يلتزمون في سلوكهم بتعاليم الدين".

موجة انتقادات

وكانت تصريحات بريمر قد اثارت موجة من الانتقادات من زعماء الدين الشيعة، إذ قال صدر الدين القبنجي ممثل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق في النجف (160 كيلومترا جنوبي بغداد) إن "السلطة اليوم هي ملك للشعب وهذا يعني اننا غير ملزمين بالمفاهيم المستوردة من الخارج على بعد آلاف الكيلومترات من هنا".

وقال عبد المهدي الكربلائي وكيل المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله العظمى علي السيستاني من كربلاء إن "الاسلام هو الاساس للتشريع وهذا حق طبيعي كوننا غالبية مسلمة مقابل قلة من الديانات الاخرى".

واضاف الكربلائي: "يجب أن لا ننسى مسألة مهمة، فلا يحق لأحد أن يتدخل في مفردات الدستور الا الشعب العراقي، وقد اوضحت المرجعية العليا اصرارها على صوغ الدستور من قبل لجنة ينتخبها ابناء الشعب".

الرئيسية