وزع تنظيم عراقي يطلق على نفسه اسم "جيش أنصار السنّة" قرصاً مدمجاً, حصلت عليه "الحياة - ال بي سي", حوى مؤشرات كثيرة إلى علاقته بـ"أنصار الإسلام", معلناً أنه نفذ 285 عملية ضد قوات الاحتلال, اوقعت 1155 قتيلاً و160 جريحاً, فضلاً عن تدمير "عشرات من طائرات الهليكوبتر والدبابات وناقلات الجند".
في غضون ذلك, وافق المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني على تأجيل الانتخابات حتى نهاية السنة, مطالباً بألا تكون للحكومة الموقتة التي ستتولى السلطة خلال هذه الفترة, صلاحيات سيادية, وألا يحق لها إبرام معاهدات أو اتفاقات دولية. لكن موفد الأمم المتحدة إلى العراق روس ماونتن أكد أن الوضع الأمني في العراق أسوأ مما كان عليه في تموز (يوليو) الماضي, مستبعداً عودة الموظفين الدوليين إلى هذا البلد قريباً.
وأعلن قائد القوات البرية لـ"التحالف" ريكاردو سانشيز أن الخطر الذي بات يشكله المقاتلون الأجانب يفوق خطر أنصار الرئيس المعتقل صدام حسين, وخص بالذكر "العناصر الإرهابية التابعة لأبي مصعب الزرقاوي وأنصار الإسلام, أو المرتبطين بتنظيم القاعدة". وأكد سانشيز أن صدام في صحة جيدة.
وأظهر القرص المدمج الذي أعدته "هيئة الاعلام" في "جيش أنصار السنة", وجود قيادة مركزية لهذا التنظيم تتبع "أميراً" وتستهدف بهجماتها قوات "التحالف" في مختلف أنحاء العراق, وفيه مؤشرات إلى أن للتنظيم علاقة قوية بـ"أنصار الاسلام" الذي يتهمه الأميركيون والأكراد بالوقوف وراء الهجمات الانتحارية خلال الشهور الماضية.
وتضمن القرص الذي حمل اسم "رايات الحق" بياناً صادراً من "قيادة جيش انصار السنة", وشرحاً لهيكلية التنظيم الذي جمع "عدداً من الفصائل والجماعات الجهادية المتفرقة العاملة في الساحة من الشمال الى الجنوب و(هدفه) تكوين جيش جرار بإمارة واحدة يقوم برفع برنامج عملي غير مستورد ومستند إلى تعاليم الشرع الحنيف", موجهاً دعوة الى "الأخوان في الاسلام والجهاد للإنضمام الى هذا الجيش".
وتلا البيان أبو عبدالله الحسن بن محمود, الذي وصف نفسه بأنه "أمير جيش أنصار السنة". وقدم الشريط لائحة بالعمليات التي نفذها "الجيش" منذ الأول من حزيران (يونيو) الماضي الذي يبدو أنه تاريخ انطلاقة هذا التنظيم, حتى الثاني من الشهر الماضي, وأكد أن عدد العمليات بلغ 285 عملية وعدد القتلى 1155 قتيلاً وعدد الجرحى 160 جريحاً. وأشار الى أن الخسائر التي اوقعها تتضمن 41 طائرة هليكوبتر و15 دبابة و15 مدرعة و11 ناقلة جند و15 صهريج نفط و132 سيارة جيب "هامر" و21 سيارة "شفروليت" وتسع سيارات "لاندكروزر".
وتضمن شريطاً حياً لمجموعة من أربعة مسلحين ملثمين, قال الناطق باسمهم إنهم من كتيبة "أبي حنيفة النعمان", مهدداً بضرب قوات "التحالف" بصاروخ "ستار 2", وهو صاروخ يشبه "الكاتيوشا" كان العراق يصنعه في منشآت التصنيع العسكري, ويتميز بفوهتيه المزدوجتين. وعرض ايضاً صورة مباشرة لثلاث عمليات تفجير عبوات ناسفة بالقوات الاميركية, وعملية قصف بصاروخي "كاتيوشا".
وتحدث عن مطاردة مفرزة من "سرية حمزة" في "كتيبة الفرقة المنصورة", سيارتين للاستخبارات الاسبانية ومهاجمتهما, في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي, في قرية اللطيفية في قطاع المحمودية غرب بغداد, حيث قتل منهم سبعة وجرح الثامن و"غنم المجاهدون في هذه العملية ثلاثة أسلحة رشاشة وكاميرا فيديو تصوير". وعرض الشريط جوازات سفرهم وبطاقات ائتمان شخصية وبطاقاتهم الأمنية.
وأكد مقتل 8 من الاستخبارات الكندية والبريطانية في سيارتي "شفروليت" في الخامس من الشهر الماضي في منطقة اليوسفية جنوب غربي بغداد, وقال إن العملية صورت على رغم ان البريطانيين والكنديين أخفوها. وعرض صور بطاقة هوية, احداها لشخص من مواليد 1949 يحمل بطاقة ائتمان من "بيت التمويل الكويتي" ومن "رويال بنك" وبطاقة انتساب من "الخطوط البريطانية".
وعرض ستة من منفذي العمليات الانتحارية, بدوا جميعاً في العشرين وكلهم من دون لحى أو مظاهر دينية مميزة. أولهم يدعى "بروا الكردي" من مدينة أربيل, قال إنه من "سرية ياسين البحر", وهو الذي نفذ عملية في 22 تموز (يوليو) الماضي "في منطقة الغابات في الموصل, عن طريق تفجير سيارة مليئة بالمتفجرات في رتل للقوات الاميركية الجاثمة هناك, ما أدى الى قتل اكثر من 20 جندياً اميركياً, وتدمير عدد من المدرعات والآليات".
أما الثاني فيدعى "أبو البراء العتيبي", وزعم الشريط أنه قام بتفجير مقر "وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية" (سي آي ايه) "في محلة شورش في مدينة أربيل في 9 ايلول (سبتمبر) الماضي وأسفر عن تدمير المبنى بالكامل وتحطيم 17 سيارة وقتل ما يزيد على 65 اميركياً, بينهم عدد كبير من كبار الضباط الاميركيين والاسرائيليين, والذين كانت تحرسهم مجموعة من عناصر الامن الخاص التابعة للحزب الديموقراطي الكردستاني".
ويدعى الثالث "أبو عبدالله الدوسري, وأكد الشريط أنه فجر في 14 تشرين الاول (اكتوبر) السفارة التركية في بغداد "وذلك بعد أسبوع من قرار الحكومة التركية إرسال قواتها الى العراق".
أما الرابع فهو "أبو صالح", الذي فجر في 20 تشرين الثاني, سيارة مفخخة في مبنى المركز الثاني لـ"الاتحاد الوطني الكردستاني" في مدينة كركوك, "وأسفر الهجوم عن وقوع عشرات القتلى والجرحى وتدمير عشرات السيارات (...) إذ كانوا مشغولين بالاستعداد لاستقبال سفير الفاتيكان".
ويدعى الخامس "ابو ثابت المهاجر", وهو هاجم في 9 كانون الاول (ديسمبر) الماضي, "معاقل الصليبيين في بلدة تل عفر غرب مدينة الموصل, ما أدى الى مقتل الحاكم العسكري في المنطقة الكولونيل بيز, وتدمير 20 آلية عسكرية اميركية, وقتل المترجم كاموان, ومقتل كل من في البنايتين من الضباط والجنود, ويقدر عدد الضباط فقط بـ150 ضابطاً, وكان في المعسكر وقت العملية قرابة 400 اميركي لم ينج منهم سوى اربعة".
أما السادس فيدعى "ابو حفص النجدي", وهو فجر في 24 كانون الاول سيارة مفخخة في مبنى وزارة الداخلية في مدينة اربيل "ما أدى الى مقتل نحو 25 وجرح 101 من منتسبي وزارة الداخلية".
ويؤكد هذا الشريط, وللمرة الأولى, وجود قيادة مركزية للعمليات المناهضة للأميركيين, إلا أن تركيز الهجمات الانتحارية في شمال العراق, والرصد الدقيق الذي يبدو واضحاً للأهداف الأمنية التي تمت مهاجمتها شمالاً وجنوباً يؤكد ايضاً أن هذا التنظيم موجود في كردستان ويعرف المنطقة والأنشطة الأمنية فيها جيداً, وهذا يوحي بعلاقته القوية بتنظيم "أنصار الاسلام". وبينما حرص الشريط على نفي علاقة "جيش أنصار السنّة" بتنظيم آخره يسمى "البركان, جحيم الأميركان في العراق", معتبراً أنه لا يمثله, إلا أنه أظهر من ناحية أخرى, بوضوح, ترابطاً بين تخطيط العمليات ضد عناصر الاستخبارات الغربية والمتعاملين معهم والقائمين على هذا التنظيم. ويُظهر إعداد الشريط أيضاً تقنية عالية في المونتاج والإخراج واستخدام المؤثرات الصوتية والدينية. إلا أن اقتصار ذكر لائحة الهجمات ونتائجها على تاريخ لا يتعدى الثاني من الشهر الماضي يطرح تساؤلات حول الغاية من تأخير نشر بقية المعلومات, ويثير اعتقاداً بوجود تنافس بين تنظيمين يحملان الاسم ذاته, ما أدى إلى خروج قائد "الجيش" عن صمته بعد إصدار الشريط الآخر "البركان, جحيم الاميركان في العراق", المنسوب إلى تنظيم مماثل يدعى أيضاً "جيش أنصار السنّة".