اعلن الجيش الأميركي ان قواته اعتقلت ثلاثة قياديين مفترضين لحركة التمرد وعثرت على مخبأ كبير للاسلحة خلال عملية دهم شنتها فجر اليوم في تكريت معقل الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.
وصرح اللفتنانت كولونيل ستيفن راسل "انها حلوى الفدائيين" بينما كان رجاله يخرجون الكيس تلو الاخر المحشوة بالقنابل والمتفجرات وقذائف الهاون والقنابل اليدوية الصنع وغيرها من الأسلحة من مخبآ في حديقة أحد المنازل التي كانوا يفتشونها.
وقال ان الرجال الثلاثة الذين اعتقلوا غنيمة جيدة.
واضاف الكولونيل الذي يقود فوجا من الفرقة الرابعة للمشاة وموقعها في تكريت على بعد 180 كلم شمال بغداد "من النادر ان نقبض على كوادر" المتمردين.
واوضح الضابط "اكيد انهم كانوا يتزعمون خليتين او ثلاثة وكانوا يزودونها بالاسلحة ويخططون للهجمات".
ويرى العسكريون الأميركيون في العراق ان معارضي التحالف ليس لهم تنظيم وطني بل هم منظمون محليا لا سيما في منطقة تكريت.
واعرب الكولونيل راسل عن سروره الكبير بما عثر عليه رجاله خلال عملية التفتيش التي تشنها القوات الاميركية منذ أسابيع وقال "أننا نحصل على سيل من المعلومات".
وفتش الجنود في اول الامر منزلا قبل ان يقودهم صاحبه وهو احد المشتبه فيهم, الى منزل شقيقه. وبعد قليل من دخولهم المنزل الثاني مسلحين ببنادقهم ومدعومين بمروحيتين عثروا على مخبا الاسلحة واعتقلوا رجلين اخرين.
كما عثر الجنود على بندقية هجومية من طراز اي.كاي-47 في غرفة كان ينام فيها 11 طفلا وامراتان.
واعرب الضابط عن سخطه امام كمية الاسلحة التي عثر عليها في الحديقة.
وصاح في وجه المشتبه فيهم "هؤلاء هم الذين يقتلون رجالي" بينما كان جندي يقول "سيقادون الى غوانتانامو" القاعدة الاميركية في جزيرة كوبا حيث يعتقل الارهابيون المفترضون الذين اسروا في افغانستان.
وفيما كان المشتبه فيهم ينقلون الى المقر العام للفرقة في تكريت وايديهم مكبلة وراء ظهورهم ورؤوسهم مغطاة باكياس من البلاستيك اطلقت المروحيتان صاروخين على حقل قرب المنزل لتبين القوات الاميركية انها لا تمزح على حد قول الجنود.
على صعيد مختلف، تظاهر مئات من الاشخاص اليوم في كركوك مطالبين باقالة المحافظ عبد الرحمن مصطفى زنكنه ونائبه اسماعيل احمد الحديدي من منصبهما واجراء انتخابات جديدة في المحافظة.
وذكر مراسل وكالة فرانس برس ان المتظاهرين الذين تجمعوا امام مبنى المحافظة وسط المدينة, رفعوا لافتات كتب عليها "نطالب باستقالة المحافظ ونائبه واجراء انتخابات جديدة".
كما طالبوا "بحقوق العرب والتركمان (...) والعرب والاكراد والتركمان والمسيحيين حالة واحدة ماضيا وحاضرا ومستقبلا" وهم يهتفون "كركوك تبقى تناضل لا نريد مجلس فاشل" و"بالروح بالدم نفديك يا كركوك".
وشارك في التظاهرة ممثلو الحزب العراقي الموحد والحركة الناصرية وحزب العدالة والاخاء والتجمع العربي.
وقال الشيخ غسان مزهر العاصي العضو العربي في مجلس مدينة كركوك الذي سار على رأس التظاهرة لوكالة فرانس برس ان "ابرز مطالب المتظاهرين هو حل السلطتين التشريعية والتنفيذية في المدينة اي مجلس المدينة وادارة المحافظة".
وعدد مطالب اخرى هي "اطلاق سراح المعتقلين لدى القوات الاميركية ووقف المداهمات والاعتقالات في جنوب وغرب كركوك وصرف رواتب الضباط والموظفين من الكوادر البعثية التي تم اقصاؤها ويتجاوز عددهم الفين شخص ووقف عمليات الارهاب التي تقوم بها القوات الاميركية (...) ضد ابناء سامراء والموصل والفلوجة والحويجة".
من جهته, اكد حيدر العكيلي شيخ عشيرة العكيلات النافذة في المحافظة والذي دخل مع عدد من الوجهاء والنافذين في المدينة الى مقر المحافظة للتفاوض مع القوات الاميركية ان "مطالب المتظاهرين ابعد من ذلك".
واضاف ان المتظاهرين "يطالبون القوات الاميركية كونها التي تتحكم في زمام الامور في العراق بأن تعيد النظر بمجلس الحكم الانتقالي في العراق لانه لم يقدم اي شىء في الاشهر الماضية للشعب العراقي".
وردا على سؤال حول ما اذا كانت هذه المظاهرة تطالب باقالة المحافظ لانه كردي, قال جلال جوهر مسؤول حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في المحافظة ان العراق "اصبح حرا بعد سقوط النظام البائد ومن حق العراقيين ان يعبروا عن ارائهم".
واضاف "نحن في كركوك سنبقى متأخين ونسعى لخدمة الجميع بدون اي تمييز ولا فرق بين العرب والاكراد والتركمان والمسيحيين".
اما رئيس مجلس المدينة تحسين كهية فقد دعا ابناء المدينة الى ان "يعملوا معنا لبناء مدينتهم وتعزيز الروابط الاخوية", مؤكدا ان "مثل الاعمال (التظاهرات) ستؤدي الى اثارة الفتن وزعزعة الامن والاستقرار في المدينة".