هرات شيعية ضخمة وأنصار مقتدى الصدرينددون بالفيديرالية ويطالبون بإعدام صدام
تواصلت المسيرات أمس في بغداد ومدن عراقية أخرى, حيث تظاهر عشرات الآلاف, معظمهم من أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر, مطالبين بتسليم صدام حسين لمحاكمته كمجرم ومستنكرين اعتباره أسير حرب. ورددوا هتافات ضد الفيديرالية التي يطالب بها الأكراد, معربين عن تأييدهم مطلب آية الله علي السيستاني باجراء انتخابات عامة.
وفيما التقى رئيس مجلس الحكم الانتقالي عدنان الباجه جي الرئيس جورج بوش في البيت الأبيض أمس, برز اتجاه قوي في الأمم المتحدة للموافقة على ايفاد "فريق تقني" الى العراق لاستطلاع امكان "اجراء انتخابات أو البدائل", وشدد الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي انان على استيضاح الأسباب الحقيقية "لموافقة كل الأطراف على عودة المنظمة الى العراق" كي "لا تستخدم ورقة تين".
وقال الباجه جي في حديث الى "الحياة" أنه مع "مطالب السيستاني لكن يجب أن تتوافر الشروط اللازمة للانتخابات".
وأعلنت الامارات العربية المتحدة ودولة قطر أمس موافقتهما على الغاء معظم ديون العراق, وعلمت "الحياة" من مصادر اماراتية أن ديون أبوظبي على بغداد تبلغ أربعة بلايين دولار.
وتظاهر الآلاف من انصار مقتدى الصدر أمس في بغداد وكربلاء والنجف والناصرية والديوانية للتنديد بالنظام الفيديرالي الذي يطالب به الاكراد, بعد يوم من التظاهرة الضخمة لأنصار آية الله العظمى علي السيستاني, شارك فيها أكثر من مئة ألف متظاهر, دعماً لدعوته الى اجراء انتخابات عامة. وفي تجمع ضم الآلاف في ساحة الفردوس في بغداد حمل المتظاهرون لافتة بالانكليزية "نحن ضد الذين يريدون تقسيم البلاد والفصل بيننا". واعترض المتظاهرون كذلك على منح الولايات المتحدة صدام حسين وضع أسير حرب, وهتفوا "اقتلوا صدام" رافعين لافتة كتب عليها "انه ليس أسير حرب بل هو مجرم حرب".
وطالب الشيخ حسن الزركاني, الناطق باسم الصدر, بضرورة تسليم صدام إلى المحاكم العراقية, كما ندد بالحديث عن تطبيق الفيديرالية, ووصفه بأنه "مصطلح غريب على المجتمع العراقي". وأضاف ان تطبيق الفيديرالية في العراق سيشيع الفوضى والحروب الأهلية, مؤكداً أن ما عانى منه الشعب الكردي من ظلم واضطهاد على يد النظام السابق عانى منه الشيعة بدورهم. ودعا إلى إطلاق سراح المعتقلين من الحوزة العلمية, قائلاً إنهم اعتقلوا لأنهم نطقوا بالحق وتحدثوا به حول القضايا المهمة التي يجري النقاش في شأنها في العراق.
وفي نيويورك, بدأت أول من أمس, اجتماعات المعنيين بالانتخابات, وتضم خبراء من الأمم المتحدة وسلطة التحالف لوضع دراسة يقرر انان على أساسها إذا كان سيرسل الفريق التقني, علماً بأنه لمح الى استعداده لذلك من حيث المبدأ. واستبعدت المصادر ان يتخذ انان القرار النهائي هذا الاسبوع, لكنها اعترفت بضغوط العنصر الزمني, خصوصاً أن مجلس الحكم وسلطة التحالف يريدان استكمال عمل الفريق قبل 21 شباط (فبراير). وشددت المصادر على كلمتين أساسيتين رددهما الأمين العام هما: "الوضوح" و"الأمن" وارتباطهما عضوياً. اذ أن أنان لا يريد للأمم المتحدة مفاجآت غير سارة, لكنه يريد دوراً مركزياً في المرحلة الثانية التي تبدأ بعد 30 حزيران, موعد نقل السلطة الى حكومة عراقية انتقالية. وقال في هذا الاطار: "أدرس امكان ايفاد بعثة الى العراق لتقديم النصيحة".
وكان مجلس الامن عقد جلسة خاصة ليل الاثنين للاستماع الى الوفد العراقي برئاسة الباجه جي, وصفها وزير الخارجية هوشيار زيباري بأنها كانت "بناءة... وايجابية". وقال: "اذا تقرر ايفاد الفريق فمعنى ذلك ان الامم المتحدة جادة حقاً في مساعدتنا في هذه العملية". واضاف ان هذه العملية محصورة في دور للامم المتحدة, مؤكداً ان العراق سيشارك في اجتماع الدول المجاورة للكويت مطلع الشهر المقبل.
لكن السيد عبدالعزيز الحكيم عضو الوفد العراقي وممثل المرجع الشيعي آية الله السيستاني, قال بعد جلسة مجلس الامن ان تركيا وسورية وايران "دول مجاورة للعراق يمكن ان يكون لها دور مهم". وتابع: "طلبنا ان يكون لها دور على المستوى الامني والسياسي والاقتصادي". وشدد الباجه جي في حديثه الى "الحياة" على ضرورة ارسال فريق عمل دولي لبحث موضوع الانتخابات خلال "الايام او الاسابيع المقبلة لانه يجب ان ينتهي هذا العمل في موعد لا يتأخر عن 21 شباط (فبراير)". وقال ان هناك "مجالاً للتحسين" في خطة الانتخابات في المحافظات التي اعتبرها السيستاني "سيئة ويمكن تحسينها". وأشار الى قول المرجع الشيعي له: "اننا نعمل من أجل الاحسن الميسور".